شهدت العقود الاخيرة في مسيرة التعليم في العراق تحديات كبيرة، فبعد الازدهار الذي تمتعت به الحركة التعليمية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ادى القمع السياسي والنزاعات العسكرية في المرحلة اللاحقة الى هجرة اعداد كبيرة من الكوادر الاكاديمية، الامر الذي انعكس بشكل ملموس على مستوى الخدمات التعليمية العراقية ومخرجاتها.
استمر هذا الحال حتى عام 1990 الذي شهد غزو العراق للكويت، وما تبعه من حصار دولي وحرب مدمرة، الامر الذي فاقم من معاناة قطاع التعليم بشكل غير مسبوق. واجتمعت عوامل متعددة منها الانخفاض في قيمة رواتب الكوادر التعليمية، وشحة التجهيزات الخاصة بالبحث العلمي، والهبوط الحاد في الانفاق الحكومي على التعليم بشكل عام، وادى ذلك الى ايصال النظام التعليمي الى حافة الانهيار.
بعد عام 2003، وعلى الرغم من التحسن الكبير في رواتب الكوادر التعليمية وزيادة الانفاق الحكومي على التعليم، فان اضطراب الاوضاع الامنية واستهداف القوى الارهابية والاجرامية للشخصيات الاكاديمية، ادى الى استمرار نزف العقول الى خارج العراق، ووصل هذا الامر الى قمته في عامي 2006 و 2007.